المجتمعات الخضراء : المطالب والتحديات، ودور مهن المساعدة الإنسانية – الخدمة الاجتماعية أنموذجا
إعداد
أ.د محمد أبو الحمد سيد أحمد
أستاذ التخطيط الاجتماعي بقسم الخدمة الاجتماعية كلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة وسفير المناخ
إن الحديث عن رؤى التنمية واستراتيجياتها محليا وعالميا بمعزل عن تداعيات السلوك البيئي للإنسان على مختلف مجالات الحياة يُعد ضربا من العبث خاصة في ظل تنامي تداعيات تغير المناخ ، .وثمة تأكيدات أن لتغير المناخ أو اضطراب المناخ آثاره الضارية على جميع المجتمعات ، وقد أثبتت الأدلة العلمية أن الأرض تزداد احترارًا وأن الأنشطة الرئيسة التي تزيد من هذه الاحترارات (Christina L. Erickson 2018:154 ) ومن ثم فقد بزغت آليات عدة لمجابهة تغير المناخ لعل أهمها وأبرزها المجتمع الأخضر. ويشير مفهوم المجتمع الأخضر إلى ” جميع الهيئات الرئيسة المشاركة في أنشطة البناء ، مثل تخطيط وتصميم القرى والمدن ، وبناء البنية التحتية ، وبناء المزارع الخضراء ، وتحسينات ايكولوجية بيئية مع التنفيذ الشامل والإدارة لكل من التنمية الصناعية الخضراء والحفاظ على الطاقة ، وتوفير الأراضي ، ووفورات في المياه وحماية البيئة وبناء مباني صالحة للعيش وآمنة ومناسبة للعمل كهدف ,2022.P;98) ,Hua& Wang) أما المجتمع المحلي الأخضر فهو ” المجتمع الذي يعيش ضمن موارد النظام الإيكولوجي ، ويتناغم مع الطبيعة ، ويركز على الرفاهية ولا يستهدف النمو الاقتصادي في حد ذاته. وإنما مراعاة الاقتصاد الأخضر والمتوازن بيئيا (Gupta, 2014.: 27) ومن أنماطه : المجتمعات : الحضرية ، والريفية ، والصناعية ، والعشوائية والتي تتطلب جميعا مزيدا من السياسة الخضراء ، والصناعة الخضراء ، والتكنولوجيا الخضراء والطاقة الخضراء ، الوعي والتعليم الـأخضر ، المنتجات الخضراء ، والإنشاءات والبناء الأخضر وأخيرا الزراعة العضوية والخضراء كثيفة استهلاك الطاقة (Samaha& EL-Haggar, 2022) ، ونظرا لتعدد وتنوع مطالب إقامة المجتمعات الخضراء والتوطين بها ثم التعويل عليها نسقيا في مجابهة تحديات تغير المناخ في جانب الإنشاءات والإقامة والتوطين الأخضر فقد غدا تضافر المهن والتخصصات في مجال العلوم الإنسانية ومهنة الخدمة الاجتماعية في هذا الصدد بوجه خاص أمرا حتميا ومطلبا لا بد منه، ومن ثم فقد ظهرت الخدمة الاجتماعية الخضراء والتخطيط الألأخضر وأكواده ، وتعرف الخدمة الاجتماعية الخضراء بأنها (:25 ,2012 Lena Dominelli) ” ممارسة مهنية شاملة تركز على: الترابط بين الناس ؛ والتنظيم الاجتماعي للعلاقات بين الناس والنباتات والحيوانات في أزماتهم البيئية المادية وسلوكياتهم الشخصية التي تقوض التنعيم الإنساني ورفاهية كوكب الأرض. من خلال الدفاع عن تحول عميق في كيفية تصور الناس لأساس مجتمعهم وعلاقاتهم مع بعضهم البعض ، والكائنات الحية والعالم غير الحي Dominelli ,2012;25) )، وقد نجحت الخدمة الاجتماعية الخضراء في إدخال القضايا المهملة في المناقشات البيئية وزيادة فهم مركزيتها لممارسة الخدمة الاجتماعية ،,2018: 571) Dominelli) ، ومن أدورانا هنا كأخصائيين وباحثين ومخططين ومنميين اجتماعيين : وبرامج التربية الاجتماعية الخضراء نحو المواطنة الخضراء ودور المجتمع المدني في مجتمع أخضر (Bary, 2016:39)، وتطوير الأداء المهني لأخصائيي رعاية الشباب الجامعي في التوعية بأهمية المجتمعات الخضراء : والتخطيط لتنمية الوعي الأخضر بالمدارس والجامعات والتخضير الحضري Urban greening .(Santos, T.&et al , 2021:.251)، و إذكاء وبناء الوعي بدليل أدوات الجامعات الخضراء Green Universities Toolkit ، وعلى أقسام التخطيط الاجتماعي بكليات الخدمة الاجتماعية في مرحلة الدراسات العليا وضع استراتيجيات بحثية مستقبلية تراعي مجالات ممارسة التخطيط الاجتماعي في ثنايا المجتمعات الخضراء (السياسة – الرعاية – الخدمات – تنمية المجتمع – نظم المعلومات الجغرافية والتحليل المكاني والطبوغرافيا الاجتماعية ) وثمة أدوات للتخطيط الأخضر ولها أكواد ورموز يتم مراجعة التخضير على أساسها حددها Dall’O.G ,2020:31-33) ) وقد أصدرت وزارة الإسكان والتعمير والمجتمعات العمرانية بجمهورية مصر العربية قرارها رقم (767 لسنة 2020م ) بشأن العمل وفق أسس واشتراطات تخطيط وإدارة وتشغيل واستدامة المدن الذكية (الجزء الأول المدن المستهدفة أن تكون ذكية ) وأن يتم العمل بهذا القرار اعتبارا من 17/9/2020م ( الوقائع المصرية ، 2020) والذي ترتب عليه إنشاء الكود المصري للمدن الذكية مدن الجيل الرابع وهنا يبرز دورنا في تقدير الاحتياجات الاجتماعية وتخطيط خدماتها ومراجعة مستمرة لبرامج خدماتها ومشروعاتها الاجتماعية
AR